جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173990 مشاهدة print word pdf
line-top
سعة علم الله تعالى وإحاطته بكل شيء

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يؤمن العباد الذين هداهم الله تعالى، وسددهم وأرشدهم بصفات ربهم سبحانه وتعالى، ويعملون بآثار تلك الصفات التي تلقوا أدلتها من كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن الآثار الصحيحة التي نقلوها بالأسانيد الثابتة عن الصحابة وعن تلامذة الصحابة رضي الله عنهم، ولا شك أن من آثار ذلك الإيمان كثرة الأعمال؛ فيؤمن العباد بسعة علم الله تعالى، أنه بكل شيء عليم، وأنه يعلم ما خفي وما ظهر، يعلم السر وأخفى، يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى كما دل على ذلك الأدلة من القرآن ومن والسنة، وقد أخبر الله تعالى بأنه علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً، وأنه مع علمه بذلك كتب ذلك كله في اللوح المحفوظ.

line-bottom